
تعيش الكرة المصرية حالياً ما يمكن أن يسمى بـ «الخدعة الكبرى»، بعد أن تجاوزت أسعار اللاعبين حدود المنطق، نتيجة التنافس الساخن بين الأهلي والزمالك، مع دور ملموس من قبل وكلاء اللاعبين الذين لديهم القدرة على إقناع إدارات الأندية بالتعاقد مع لاعبين لا تزيد قيمتهم عن عشرة ملايين جنيه، بأرقام فلكية هي الأعلى في تاريخ الكرة المصرية.
والغريب والعجيب أن تلك الأرقام «الخزعبلية» لم تكن لديها المردود الفني الذي يبرر تلك الأرقام، بدليل أن الأهلي صاحب الأرقام القياسية في دوري أبطال أفريقيا، وأحد ممثلي القارة في «مونديال الأندية» بأميركا، مرشح وبقوة لأن يعيش موسماً صفرياً، رغم أن تشكيلته تضم لاعبين تتجاوز قيمتهم السوقية المليار جنيه.
بدأ الأهلي الموسم بخسارة السوبر الأفريقي أمام الزمالك، وتضاءلت فرصه في الاحتفاظ بلقب الدوري، وغاب عن مسابقة الكأس لانسحابه من بطولة الموسم الماضي، وخرج من كأس عاصمة مصر «كأس الرابطة»، بعد خسارته المباريات الثلاث، وخسر أمام باتشوكا سادس الدوري المكسيكي في بطولة «الإنتركونتيننتال»، وكانت الطامة الكبرى خروجه من دوري الأبطال على ملعبه، وأمام 85 ألف متفرج أهلاوي ضاقت بهم مدرجات استاد القاهرة.
ورغم قناعتي بأن إدارة النادي الأهلي تتحمل الجزء الأكبر من ذلك الإخفاق نتيجة قرار الانسحاب من الكأس في الموسم الماضي، وكذلك بقرار الانسحاب أمام الزمالك في «القمة 130»، إلا أن الإدارة ضحت بالمدرب مارسيل كولر، وقدمته قرباناً لخيبة أمل جماهيرها، رغم أن محمود الخطيب شخصياً جدد الثقة في المدرب قبل المباراة، مؤكداً أنه لا نية لتغيير الجهاز الفني، وقلت في ذلك الوقت، إن الأهلي لو خرج من دوري الأبطال، فإن الإدارة لن تتحمل بركان الغضب لدى جماهيرها، وبالفعل انتهى المشهد، بأن يقضي مارسيل كولر إجازته في سويسرا بدلاً من الولايات المتحدة، حيث «مونديال الأندية»!
***
كان القدر رحيماً بالكرة المصرية، عندما نجح فريق بيراميدز في تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل للمرة الأولى إلى نهائي دوري الأبطال، متفوقاً على فريق أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي الذي سبق أن هزم الأهلي في القاهرة بدور المجموعات، وتجسدت شخصية البطل، عندما تعادل بيراميدز، كلما تقدم الفريق الضيف، إلى أن أدرك الهدف الثالث، ليكمل الفريق 24 مباراة متتالية على ملعبه من دون هزيمة، ولو نجح بيراميدز في تحقيق نتيجة إيجابية أمام صن داونز في بريتوريا ضمن ذهاب النهائي، فإنه سيكون مرشحاً وبقوة لمعانقة اللقب الغالي.
نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية